الثلاثاء، 6 مارس 2018

السكته القلبية

السكتة القلبية

من ضمن مجموعة من الإحصائيات الأخيرة، اعتبر توقّف القلب من الأسباب المباشرة لحدوث حالات الوفاة المفاجئة؛ حيث إنّه في إحدى السنوات بلغت نسبة الوفيات جراء السكتة القلبية ما يقارب 12.4% من نسبة الوفيات لذلك العام، ومن هذا المنطلق ظهرت الحاجة إلى أن يتمّ الكشف عن أسباب حدوث السكتة القلبية، وبالتالي بدأت المنظمات الصحية والطبية بعمل مجموعة من الدراسات على المرضى من أجل معرفة الأسباب والأعراض المصاحبة للمرض، وذلك من أجل التخفيف من حدّة الإصابة بمثل هذا المرض.

من المتداول أنّ الستة القلبية هي توقف القلب بشكل كامل عن ضخ الدم، وبالتالي توقّف القلب عن العمل وعدم وصول الدم إلى جميع أجزاء الجسم، وهذا الأمر تكون نتيجته الطبيعية الوفاة؛ حيث كما نعلم بأنّ علامة وفاة الانسان هي توقف نبضات القلب، ففي جميع الأحوال تكون ضربات القلب مؤشّراً طبيعيّاً لحياة الانسان.

يمكن التعويض عن كلمة السكتة القلبية بالتوقف المفاجئ للقلب، ويكون نتيجةً لاضطراب تنظيم القلب أو حدوث نشاط كهربائي كبير لا يستطيع القلب تحمّله، وكما ذكرنا فإنّ معظم الحالات التي تتعرض للإصابة بتوقف القلب المفاجئ تكون النتيجة لها هي الوفاة المباشرة، كما يمكن أن تتم معالجة المصاب بالتوقف المفاجئ للقلب كعملية إسعاف أولي سريع، ولكن العلاج الأفضل في هذه الحالة يكون عن طريق الصعقة الكهربائية والتي تتمّ في أحد المستشفيات القريبة.

الفرق بين السكتة القلبيّة والنوبة القلبية

في هذا السياق ينبغي توضيح الفرق ما بين السكتة القلبية والنوبة القلبية؛ حيث إن النوبة القلبية تختلف عن السكتة في أن خفقان الدم يتوقف عن الوصول إلى القلب ولكن لا يتوقف القلب عن الخفقان، ولكن السكتة القلبية هي التوقف الكامل عن العمل، وبالتالي فإنه من الممكن القول بأنّ الستة تأتي بعد التخلص من النوبة القلبية أو من الممكن أن تكون خلالها.

إنّ الأشخاص المعرضين للسكتة القلبية هم الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب، بينما الأشخاص الذين لا يعانون من أمراض القلب هم أكثر عرضة للإصابة بالنوبة القلبية، كما أنّ حالة الوفاة نتيجة حدوث السكتة القلبية تكون خلال بضع دقائق من الإصابة بالسكتة القلبية، هذا في حالة ما لم يتم التدخل السريع من قبل بعض الأشخاص المهتمين.

يمكن أن يتمّ إعطاء المصاب بالسكتة القلبية القليل من الإسعافات الأولية من خلال جهاز (منقذ الحياة) والذي تقوم فكرة عمله على صعق الجسم ببعض الشحنات الكهربائية من أجل أن يتم تنشيط القلب وتحفيزه على العمل مرة أخرى.

الأسباب التي تؤدي إلى حدوث السكتة القلبية

نظراً لأهميّة وخطورة الاصابة بالسكتة القلبية كان لا بدّ من عمل الدراسات اللازمة من أجل محاولة تفادي الإصابة بها؛ حيث إنّها واحدة من الأمراض القاتلة التي قد تصيب الانسان، والتي من أهم أسبابها ما يلي:

الرجفان البطيني

هذا النوع هو واحد من أنواع اضطراب معدل نبضات القلب، كما يمكن القول هنا أنّ الرجفان البطيني هو أحد أهم أسباب الإصابة بحالة السكتة القلبية المفاجئة؛ حيث إنّ هذا المرض هو حالة من توقّف الحجرتان السفليتان عن العمل في القلب، الأمر الذي يكون سبباً في حدوث حالة من بطء ضخ الدم من القلب، وقد تكاد تكون الكميّة معدومة تماماً، ومن الممكن أن يكون الأمر قاتلاً في بعض الأحيان.

مشاكل النظام الكهربائي للقلب

في هذه الحالة يكون هناك خلل في النظام الكهربائي للقلب؛ حيث يكون معدّل الإشارات الكهربائية التي يرسلها القلب بطيئة جداً، وبالتالي لا تتمكن جميع العضلات من الاستجابة لهذه الإشارات لأنها بطيئة، الأمر الذي يسبّب حدوث حالة من الضعف في عمل القلب، وبالتالي التوقف عن العمل.

مرض القلب التاجي

هذا المرض عبارة عن حالة من تراكم مادّة شمعية على الشرايين لتاجية للقلب، ونظراً لأهمية الشريان التاجي في وظيفة القلب، فإن أي خلل في عمل الشريان التاجي يسبب حدوث خلل في عمل القلب، الأمر الذي يسبّب بطء ضخ الأكسجين إلى القلب، وبالتالي توقف القلب عن العمل، وبالتالي يصبح الانسان أكثر عرضةً للإصابة بالنوبة القلبية، والتي من الممكن أن تتحول إلى السكتة القلبية.

الإجهاد البدني

إنّ الاجهاد البدني قد يسبب حالةً من التعب الشديد في الجسم، مما يحتمل إمكانية حدوث قصور في النظام الكهربائي للقلب؛ حيث إنّ الجسم يقوم بإطلاق كمية كبيرة من هرمون الأدرينالين في الجسم في حالة حدوث حالة كبيرة من التعب والإرهاق، وزيادة نسبة هرمون الأدرينالين في الدم يعرّض البعض إلى حدوث السكتة القلبية.

كما أنّ التعب الشديد قد يعيق عمل القلب؛ حيث إنّ الإرهاق الشديد يعمل على إضعاف عضلات القلب، وبالتالي فإنّ الأمر يؤدي إلى حدوث حالة من توقف القلب عن العمل بشكل جزئي أو كلي، ويمكن ملاحظة هذا الأمر من خلال ملاحظة صعوبة التنفّس لدى الشخص المصاب.

الاضطرابات الوراثية

نلاحظ أنّ بعض الأسر تكون فرصة الإصابة بحالة السكتة القلبية لديهم أكبر من غيرهم، وذلك الأمر يعود إلى بعض الاضطرابات الهرمونية، وحدوث بعض الاضطرابات في الجينات، وهذه الحالة شائعة بصورة أكبر بين الأفراد للعائلات التي تفضل زيجات الأقارب.

الأشخاص المعرّضون للإصابة بالسكتة القلبية

الأشخاص المتقدّمون في العمر.

الأشخاص المصابون بأمراض القلب هم أكثر عرضة أيضاً للإصابة أكثر من غيرهم.

الاصابة من قبل بحالة النوبة القلبية، فيكون القلب مرهقاً من تلك الاصابة، وبالتالي فإن العوامل المحيطة به تجعل منه معرّضاً للإصابة بحالة السكتة القلبية.

الأشخاص المتعاطون للمخدّرات أو الكحول يكونون أكثر عرضةً للإصابة بالسكتة القلبية أكثر من غيرهم.

العامل الوراثي يلعب دوراً مهماً كما ذكرنا سابقاً، وبالتالي فإنّ الأشخاص الذين يمتلكون حالات من الاصابة في السجل العائلي يكونون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالسكتة القلبية.

أثبتت الدراسات أنّ الرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء، وذلك بما يقارب مرتين إلى ثلاث مرات.

أولى أعراض حدوث السكتة القلبية هي حدوث حالة من الإغماء، وهي حالة فقد الوعي، فيدخل المريض في حالة من الغيبوبة، وبالتالي قد يصاحب الأمر عدم الشعور بنبضات القلب؛ حيث إنّ القلب يتوقف عن النبض بصورة ملحوظة.

زيادة كبيرة في معدل ضربات القلب، ومصاحباً لهذا الأمر، يمكن الشعور بالدوار أو الدوخة، والتي قد تتبعها حالة من الإغماء وفقدان الوعي.

يمكن أن يشعر الانسان بحالة من الآلام في منطقة الصدر، أو حالة من الانهيار العصبي، كما قد يصاحبه حالة من ضيق التنفس وعدم القدرة على التنفّس بطريقة صحيحة وسليمة، وذلك قد يكون قبل الإصابة بالسكتة القلبية فيما يقارب الساعة، لذلك كانت الحاجة إلى أن يتم التوجه إلى المستشفى فوراً في حالة حدوث مثل هذه الأعراض.

معظم حالات الإصابة بالسكتة القلبية تكون بشكل مفاجئ وفوري، دون أيّ إنذار سابق، وبالتالي لا يمكن أن يتم التنبؤ بالأمر من قبل وهذه تكون الحالات الأكثر خطراً.

0 التعليقات:

إرسال تعليق