تضيق الشرايين المغذية للمخ؟
تقوم بتغذية المخ شرايين تمر بالرقبة و تسمى بالشرايين السباتية، و هى مثلها مثل بقية شرايين الجسم عرضة للضيق و الانسداد بسبب ترسبات الدهون و حدوث تصلب الشرايين ، الأمر الذى قد يتسبب فى حدوث ما يسمى جلطات المخ.
وجود ترسبات الدهون ( تصلب الشرايين) فى جدار الشريان يجعله بيئة مناسبة لترسيب الصفائح الدموية و عوامل التجلط الذائبة فى الدم ، و تكون هذه النواة الأولى للجلطة و التى من السهل أن تنفصل و تنطلق مع سريان الدم لتنتهى فى أحد فروع شرايين المخ لتمنع وصول الدم للمنطقة التى يغذيها هذا الفرع و تكون "جلطة دماغية".
ما هى الأعراض؟
كثيراً ما يكون الشريان مصاباً بضيق دون أن تكون هناك أدنى أعراض ، و ذلك يرجع لوجود قنوات فرعية بديلة توصل الدم . و لكن ماذا لو لم تتوفر هذه القنوات أو لم تعمل بصورة كافية؟ حينئذ قد يشكو الشخص المصاب بضعف أو شلل فى أحد أطرافه ، أو فقدان للابصار أو للاحساس أو للنطق ، و ربما فقدان للاتزان مع بعض الدوار. تستمر هذه الأعراض لمدة تتراوح بين دقائق معدودة تعود بعدها الأمور إلى نصابها إلى ساعات أو أيام ، و قد لا تختفى الأعراض نهائيا و تستمر ملازمة للمريض فيما يعرف بجلطة المخ.
كيف يتم التشخيص؟
● عادة ما يتم اكتشاف مرض الشريان السباتى بعد حدوث أعراض فى الجهاز العصبى (مثل الضعف أو الشلل أو الدوار ...إلخ) ، حيث يطلب طبيب المخ و الأعصاب أشعة موجات فوق صوتية (دوبلكس) أو أشعة مقطعية على شرايين المخ. حينئذ قد تظهر الأشعة وجود ضيق أو سدد.
● أحياناً ما يكتشف المرض صدفة أثناء التحضير لعمليات القلب المفتوح أو قسطرة القلب ، أو أثناء اجراء فحوصات لمرضى تصلب الشرايين.
ما هو العلاج؟
فى واقع الأمر فإن أساس العلاج هو الأدوية المنشطة للمخ و التى يصفها طبيب المخ و الأعصاب لكل مرضى جلطات المخ ، أما علاج الشرايين فهو لا يهدف إلى علاج الجلطات بقدر ما هو يهدف إلى منع تكون جلطات جديدة. فى كثير من المرضى يكون العلاج الدوائى باستعمال الأسبرين و غيره من مضادات التجلط كافياً ، مع الحفاظ على مستوى الدهون و السكر و ضغط الدم و ايقاف التدخين ، حيث أنها العوامل المؤدية إلى تكون تصلب الشرايين و بالتالى ضيق الشريان.
فى بعض المرضى يتطلب الأمر أكثر من العلاج الدوائى لمنع حدوث الجلطات. فى هؤلاء المرضى يحتاج الشريان لإعادة سريان الدم فيه بصورة كاملة لمنع جلطات المخ بفاعلية. و يكون ذلك بإحدى الطريقتين الآتيتين:
1- توسيع الشريان بالقسطرة:
فى هذه الطريقة يقوم الطبيب بادخال قسطرة (أنبوبة) دقيقة من الفخذ تحت المخدر الموضعى إلى داخل الشريان ، حيث يتم ادخال بالونة من داخل الأنبوبة لتصل إلى شريان الرقبة (السباتى) و يتم توسيعه و يلى ذلك تركيب دعامة للحفاظ على التوسعة التى تمت فى الشريان .
2- استئصال تصلب الشرايين جراحياً:
فى هذه الطريقة يقوم الطبيب بعمل فتحة جراحية فى الرقبة يتم من خلالها فتح الشريان و استئصال ما به من ترسبات دهنية (تصلبات الشرايين) ، ثم يعاد غلق الشريان مرة أخرى . تتم الجراحة تحت المخدر الموضعى فى غالبية المرضى.
فى كلتا الطريقتين يبقى المريض تحت الملاحظة فى الرعاية المركزة لمدة يوم . فى حالة الجراحة يبقى المريض ليوم آخر فى الغرفة العادية.
ها هناك مضاعفات؟
مثل أى اجراء علاجى توجد بعض المضاعفات التى تتوقف على حالة المريض و على درجة ضيق الشريان و على نوع العلاج : جراحة أو قسطرة . فى كلتا طريقتى العلاج هناك احتمالية نادرة ( فى حدود 1-2%) أن تتسبب العملية نفسها فى حدوث تجلط ، ويتم منع ذلك بالاستخدام المكثف لأدوية السيولة أثناء و بعد العملية أو القسطرة.
ماذا على أن أفعل بعد العملية؟
يجب على المريض الاستمرار على العلاج الدوائى باستعمال الأسبرين و غيره من مضادات ، من الأهمية بمكان الحفاظ على مستوى الدهون و السكر و ضغط الدم و ايقاف التدخين لمنع عودة الضيق أو الانسداد.
يقوم المريض بمتابعة طبيبه كل 6 شهور مع اجراء فحص دورى بالدوبلكس.
0 التعليقات:
إرسال تعليق