السكتةُ الدماغية stroke
السكتةُ الدماغية stroke هي حالةٌ طبية مهدِّدة للحياة، تحدث عندما تنقطع الترويةُ الدموية عن منطقة محددة من الدماغ.
تُعدُّ السكتةُ الدماغية حالةً إسعافية تتطلَّب تدخُّلاً طبياً فورياً. وكُلّما كان التدخل الطبي أسرع، تراجع احتمالُ إصابة المريض بأضرار خطيرة في الدماغ.
ينبغي على الشخص طلبُ المعالجة الإسعافية الفورية حال الاشتباه بإصابته، أو بإصابة شخص آخر ما بسكتة دماغية.
العلامات والأعراض
هناك ثلاثةُ أعراض رئيسية للإصابة بالسكتة الدماغية، هي:
· الوجه، حيث يحدث ارتخاء في نصف وجهه (الأيمن أو الأيسر)، فقد لا يستطيع التبسُّمَ أو تحريك الشفتين أو الجفنين أو كرة العين في نصف الوجه الأيمن أو الأيسر.
· عدم القدرة على تحريك الذراعين، فقد يعجز المريضُ المصاب بسكتة دماغية عن رفع كلتا ذراعيه وتثبيتهما بوضعية مرتفعة، وذلك بسبب الضعف في الذراعين، أو بسبب الإحساس بخَدر أو تنميل في إحدى الذراعين.
· التلعثم في النطق، أو العجز الكلي عن النطق، على الرغم من كون المريض يتمتع بوعيه.
في حال ظهور أي من هذه الأعراض، فينبغي طلب المساعدة الطبية الإسعافية على الفور.
أسباب السكتات الدماغية
يحتاج الدماغ، شأنه شأن جميع أعضاء الجسم الأخرى، إلى الأكسجين والعناصر المغذية التي يحملها الدم لكي يعمل بصورة طبيعية؛ فإذا نقصت الترويةُ الدموية للدماغ أو توقَّفت بشكل كُلي، تبدأ الخلايا الدماغية بالتموّت، وهو ما قد يؤدِّي إلى ضرر في الدماغ، أو الإصابة بإعاقة، أو حتى الوفاة.
هناك سببان رئيسيَّان للسكتات الدماغية:
· الخثرة الدموية أو نقص التروية، حيث تنقطع التروية الدموية عن مساحة محدَّدة من الدماغ بسبب جلطة دموية في أحد الأوعية الدموية المُغذِّية للدماغ (ويكون هذا السبب مسؤولاً عن 85 في المائة من الحالات).
· النزف الدموي، ويحدث ذلك عندما يتمزَّق أحد الأوعية الدموية الضعيفة التي تزود الدماغ بالدم.
كما قد تكون السكتةُ الدماغية ناجمة أحياناً عن حالة تُعرَف باسم النوبة الإقفارية العابرة transient ischaemic attack (TIA)، حيث تنقطع التروية الدموية للدماغ بصورة مؤقَّتة، مما يؤدِّي إلى الإصابة بسكتة دماغية صُغرى mini stroke تدوم غالباً بين 30 دقيقة إلى بضع ساعات. ينبغي علاجُ النوبات الإقفارية العابرة بصورة جدِّية، لأنها غالباً ما تكون مؤشراً على خطر الإصابة بسكتة دماغية حقيقية في المستقبل القريب.
الأشخاص المُعرَّضون للسكتة الدماغية
السكتةُ الدماغية هي السبب الثالث للوفاة بعد الأمراض القلبية والسرطان في بعض البلدان، مثل المملكة المتَّحدة، وتُعدُّ الأضرار الدماغية الناجمة عن الإصابة بالسكتة سبباً رئيسياً للإعاقة عند البالغين.
وعلى الرغم من أنَّ السكتةَ الدماغية قد تحصل في أي عمر، بما في ذلك الأطفال، إلاَّ أنَّ الأشخاص الأكبر سناً يواجهون الخطرَ الأكبر للإصابة بها.
كما يزداد انتشارُ السكتة الدماغية بين أفراد بعض الأعراق البشرية، مثل العرق الآسيوي والأفريقي والكاريبي، وذلك بسبب الميل الوراثي لدى هؤلاء البشر للإصابة بارتفاع ضغط الدم، وهو ما قد يؤدِّي للإصابة بالسكتات الدماغية.
بالإضافة إلى ذلك، هناك عواملُ أخرى تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، مثل زيادة الوزن، وضعف اللياقة البدنية، وعدم اتباع نظام غذائي صحي، وارتفاع مستوى الكولستيرول، والإصابة بالرجفان الأذيني atrial fibrillation والسكري.
علاج السكتات الدماغية
يعتمد علاجُ السكتات الدماغية على نوع السكتة الدماغية وسببها من جهة، وعلى المنطقة المُصابة بالدماغ من جهة أخرى.
غالباً ما تعالج السكتاتُ الدماغية دوائياً، ويشمل ذلك الأدويةَ التي تعمل على إزالة الجلطات الدموية أو الوقاية منها، والأدوية التي تخفض ضغط الدم، والأدوية التي تخفض مستويات الكولسترول.
قد تُستطبُّ الجراحةُ في بعض حالات السكتة الدماغية لمعالجة التورُّم الدماغي والتقليل من خطر المزيد من النزف، وذلك في السكتات النزفية.
مآل السكتة الدماغية
تُشير الإحصائياتُ إلى أن حوالى 25 في المائة من المصابين بالسكتة الدماغية يكون مصيرهم الوفاة، وأنَّ الناجين منها غالباً ما يواجهون مشاكل مستديمة نتيجة الضرر الذي تعرَّض له الدماغ.
يحتاج بعضُ المرضى إلى فترة طويلة من العلاج الفيزيائي وجلسات إعادة التأهيل قبلَ أن يستعيدوا استقلاليتهم وقدرتهم على ممارسة النشاطات اليومية بمفردهم، في حين يُصاب بعضُهم الآخر بمشاكل مستديمة. وتُشير الإحصائيات إلى أنَّ حوالى نصف الناجين من الإصابة بالسكتة الدماغية يحتاجون إلى مساعدة شخص في إنجاز أعمالهم أو نشاطاتهم اليومية، مثل غسل الثياب أو كيّها، أو مرافقة المريض داخل أو خارج المنزل.
من المفترَض أن يشتملَ الفريق المُشرف على علاج المريض على معالجين فيزيائيين، وأطباء نفسيين، ومُصحِّحين لمشاكل النطق، وممرضات اختصاصيات، بالإضافة إلى الأطباء المختصين.
الوقاية من السكتات الدماغية
يمكن التقليلُ من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية بشكل كبير من خلال اتباع نمط حياة صحِّي، ويتضمن ذلك تناول وجبات صحية وممارسة التمارين الرياضية باستمرار، وتجنُّب المشروبات الكحولية والامتناع عن التدخين.
كما أنَّه من الضروري جداً علاج الأمراض التي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، مثل ارتفاع مستوى الكولسترول وارتفاع ضغط الدم، واضطراب النظم القلبي الناجم عن الإصابة بحالة تُدعى الرجفان الأذيني atrial fibrillation.
ومن جهة أخرى، فإنَّ الإصابة بسكتة دماغية أو بنوبة إقفارية عابرة TIA تُعدُّ عاملَ خطورة كبيراً للإصابة بسكتة دماغية جديدة، وهو ما يُعطي أهمية إضافية لاتباع إجراءات الوقاية المذكورة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق